السيارات المزودة بأنظمة نقل يدوي لم تعد الأكثر توفيرا للوقود

اختيار سيارة أكثر اقتصادا في استهلاك الوقود كان يعني في السابق البحث عن سيارة مزودة بنظام نقل يدوي. لكن العديد من السيارات المزودة بأنظمة نقل أوتوماتيكية تتميز الآن بمعدلات استهلاك وقود جيدة ـ وربما أفضل ـ من السيارات ذات النقل اليدوي. وقد تشكّل هذه الملاحظة خبرا جيدا للعديدين لأن معظم السائقين يختارون قيادة السيارات الأوتوماتيكية. وأصبحت السيارة ذات النقلات الخمس أو الست الأوتوماتيكية المعيار السائد بالنسبة إلى المصنّعين. وباتت أنظمة النقل القادرة على تقديم سرعات أكبر أكثر كفاءة. إضافة إلى ذلك هناك أيضا أنظمة نقل أوتوماتيكية متعددة تملك، نظريا، عددا كبيرا من السرعات لرفع كفاءتها.

ولعل المثال الأبرز على ذلك سيارة «فورد فيوشن» لعام 2010 ذات السرعات الست الأوتوماتيكية والتي حظيت بترتيب متقدم على قائمة السيارات المقتصدة في استهلاك الوقود عن نظيرتها التي تستخدم جهاز نقل يدويا، فقد سجلت سيارة «فيوشن إس» الأتوماتيكية معدل استهلاك للوقود، داخل المدينة أو على الطرق السريعة، يتراوح بين 23 و34 ميلا لكل غالون، فيما سجلت السيارة ذات النقل اليدوي منها استهلاكا يتراوح بين 22 و31 ميلا لكل غالون. كيف حدث هذا التغيير؟ يقول كريغ رينكر، كبير مهندسي فورد للنقل الأوتوماتيكي، إن الأمر عائد إلى مجموعة من المعطيات مثل كفاءة نقل السرعات والتحكم الحاسوبي بها واختبارات استهلاك الوقود وسلوك المستهلك. كانت أنظمة النقل اليدوي في السابق تتمتع بكفاءة أكبر بسبب سحبها الداخلي المحدود، أما اليوم فقد أنتجت فورد نظام نقل أوتوماتيكيا يحتوي على ست سرعات بسحب داخلي أقل من بعض السيارات ذات الأربع والخمس السرعات الأوتوماتيكية. وقد أصبحت تصنيفات وكالة حماية البيئة مؤشرا على مدى توفير استهلاك الوقود ـ خصوصا بعد عام 2008 عندما أعادوا تحديد معايير اختبارهم ـ وخطا مصنعو السيارات خطوات كبيرة نحو تحفيز عالم قيادة السيارات مع أداء اختبارات ترشيد استهلاك الوقود. وقال رينكر: «إجراءات اختباراتنا الخاصة بوكالة حماية البيئة بالنسبة إلى السيارات ذات أنظمة النقل اليدوي تتضمن إجراء مسوح للمستهلكين الفعليين وتقسيمهم إلى جداول مناوبة لكي يتم الاستعانة بهم عند الاختبار. ونظرا إلى اشتراط اختبارات وكالة حماية البيئة الحصول على مئات المناوبات فإن السلوك المتغير للعميل يظهر بوضوح في النتائج». ويحظى نظام النقل الأوتوماتيكي بمساعدة حاسب يراقب عادات القيادة بصورة دائمة ولذا فهو قادر على تعديل التغييرات بكفاءة أكبر.

أما مع نظام النقل اليدوي فإن كفاءة القيادة مهمة متروكة للسائق. ومن الأمثلة الأخرى على السيارات المزودة بأنظمة نقل أوتوماتيكي والتي تتفوق على نظيرتها المزودة بأنظمة نقل يدوي سيارة سوبارو «آوت باك» المزودة بنظام ناقل متغير. وبالنسبة إلى طراز عام 2010 فقد سجلت السيارة «آوت باك 2.5» المزودة بناقل متغير 22 إلى 29 ميلا لكل غالون مقابل 20 إلى 26 ميلا لكل غالون للسيارة «آوت باك» موديل عام 2009 ذات نظام السرعات الأربع الأوتوماتيكية.

وكانت قدرة نظام النقل المتغير على الحفاظ على سرعة محرك أفضل خلال تغيير السرعة السبب الرئيس وراء التعديلات التي أدخلت على موديل عام 2010 حيث تفوقت السيارة الأوتوماتيك على السيارة ذات أنظمة النقل اليدوية. وكانت شركة «نيسان» قد استخدمت على مدار سنوات نظام النقل المتغير في سياراتها بدءا من «مورانو» ومرورا بالسيارات الرياضية ووصولا إلى السيارة «نيسان كيوب». وعندما زودت السيارات بنظام النقل المتغير فاقت السيارة كيوب التي طرحت عام 2009 نظيرتها المزودة بأنظمة نقل يدوي حيث سجلت الأولى بين 28 و30 ميلا لكل غالون فيما سجلت الثانية بين 24 و29 ميلا لكل غالون. وهنا بعض السيارات الأوتوماتيكية لعام 2010 التي حصلت على تصنيفات أعلى في توفير الوقود أكثر نظيرتها المزودة بأنظمة نقل يدوية.